مقدمة:
مما لا ريب فيه أن الله - جل وعلا - قد فضل شهر رمضـان على سائر الشهور والأزمان، واختصه بكثير من رحماته وبركاته،
ويسر الله فيه الطاعة لعباده مما لا يحتـاج إلى دليل أو برهـان، فأنت ترى المسلمين في رمضان ينطلقون بأريحية
ويسر إلى طاعة الرحيم الرحمن - جل وعلا -، ولم لا؟! وقد غُلِّقت أبـواب الجحيم، وفتحت أبـواب النعيم،
وغـل فيه مـردة الجن والشياطين، فأنت ترى الناس تقبل على طاعة الله وعبادته بأريحية عجيبة،
ولكن ما يحـزن القلب ويؤلم النفس أنك ترى كثـيراً ممن عطروا بأنفاسهم الزكية المساجـد في رمضان يعرضون
عن طاعة الله رب البرية بعد رمضان، وكأنهم في رمضان يعبدون ربا أخر، فالإيمان له ثوابت لا يستغني عنها
المؤمن حتى يلقى الكبير المتعال، فمثلاً الصلاة: من من المؤمنـين الصادقين يستغني عن الصلاة بعد رمضان؟!
انظر إلى المساجد في رمضان، وانظر إلى ذات المساجد بعد رمضان.
أحاديث رمضانية:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله : قال الله تعالى :
((كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فإنه لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولايصخب ،
فإن سابه أحد أو قاتله ، فليقل إني صائم ، إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ؛
للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه)) [ رواه البخاري ـ واللفظ له ـ ومسلم ]
وعن سهيل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ﷺ قال :
(( إن في الجنة باباً يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لايدخل منه احد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد )) .
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( ما من عبد يصوم يوماًفي سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ))
[البخاري ومسلم ]
رمضان فرصة للتغيير:
ورمضان فرصة للتغيير .. لمن ابتلاه الله تعالى بتعاطي الحرام ، من خـمر ومخدرات ، أو دخان و مسكرات ،
أن لا يفعل بعد إفطاره ما يخل بهذه العزيمة القوية ، أو يوهنها ، أو يقلل من شأنها ،
تلك العزيمة التي جعلته يمسك طوال ساعات النهار ، فيهدم في ليله ما بناه في نهاره من قوة الإرادة التي صبر
بسببها عن محبوباته ومألوفاته . فما أحزمه لو استغل شهر الصيام كمدرسة يتدرب بها على هجر ما يكرهه هو ،
أو يكرهه الشارع ، من مألوفاته التي اعتاد أكلها ، أو شربها ، أو مقاربتها . تالله ما أحزمه لو واصل هذه
الحمية عن ذلك بالليل ، كما عملها في النهار
أخي الصائم : إني أشجع فيك إيمانك العظيم ، ويقينك بالله تعالى .
فمن الذي جعلك تمتنع عن تعاطي هذه السموم في وقت الصيام إلا خوفك من الجبار ، ومراقبتك للواحد القهار .
وإلا فمَنْ مِنَ الناس يعلم أنك صائم أو لا ؟!! ولكن شعورك بنظر الله إليك ، ومراقبته لك ، صرفك عن تعاطي الحرام في وقت الصيام.
الحكمة من الصوم:
أيّها المسلِم الصّائم، إنَّ صيامَك لم يَأتِ لامتحانِ قُدرتك على مجرَّد الصّبر عن الطّعامِ والشّرابِ،
لم يَأتِ لامتِحانِ صَبرك عن الطّعامِ والشراب فحَسب، وإنما جاء الصّومُ لتهذيبِ أخلاقِك وتطهيرِ قلبِك وتزكيَةِ نفسِك
وإعدادِك في المستقبَل لتسيرَ على الطريقِ المستقيم عِلمًا وعملاً، إنَّما جاء الصّومُ إيمانًا بالله وعِبادةً لله وقُربة نتقرَّب بها إلى الله،
إنّما جاء الصومُ ليروِّضَ النفوس على أعمال الخيرِ ويعِدّ المسلم في حاضِره ومستقبله لكلِّ عملٍ طيّب،
((الصّلوات الخمس والجمعةُ إلى الجمعة ورمضان إلى رمضانَ مكفِّرات لما بينهن ما اجتُنبت الكبائر))[1].
إنّ الإسلامَ يدعو المسلم إلى الحِلم في أموره والرّفق في أحواله، ولذا يقول الله جل وعلا:
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:34، 35].
فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى، وقربة إلى المولى -عز وجل- ووسيلة قوية إلى التقوى في بقية شئون الدين والدنيا.
إن الصائم يتعلم ويتربى بالصيام على الطهر والعفاف, وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك في قوله:
(يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)3.
فبين النبي - عليه الصلاة والسلام- أن الصوم وجاء للصائم ووسيلة لطهارته وعفافه،
وما ذاك إلا لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والصوم يضيق تلك المجاري،
ويذكر بالله وعظمته فيضعف سلطان الشيطان ويقوى سلطان الإيمان، وتكثر بسببه الطاعات من المؤمنين وتقل به المعاصي.
أخلاق الصائــم وسلووكــه**
إن كثيراً من الناس يدخل عليهم رمضان ويخرج بلا تغيير في حياتهم، ولا تأثير في سلوكهم، ولا رقي في أخلاقهم. بل إن بعض الناس لا يزيدهم رمضان من الله إلا بُعداً، وهؤلاء هم المنافقون - والعياذ بالله - الذين يكرهون رمضان، ويعدون العدة لمحاربته، لإزالة أثر الإيمان في نفوس المؤمنين.
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في قوله: «ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، وهو غنم للمؤمن ونقمة للفاجر» [أخرجه أحمد والبيهقي وصححه العلامة أحمد شاكر] .
فليكن رمضان مدرسة لتربية الأمة بكل فئاتها على مكارم الأخلاق، والترقي في مقامات العبودية؛ وصولاً إلى رضا الله عز وجل وقيادة البشرية والتمكين في الأرض كما قال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55] .
إن أخلاق الصيام كثيرة لا تستطيع هذه العُجالة استيفاءها، ولكن نشير إلى بعضها:
الصبر
فمن أخلاق الصيام: الصبر، فرمضان شهر الصبر، لأن الامتناع عن الشهوات المعتادة يحتاج إلى صبر، فيصبر الإنسان على الجوع والعطش، طاعة لله عز وجل ومحبة له، واتباعاً لنبيه صلى الله عليه وسلم. ولا بد كذلك من الصبر على أذى الناس، وسفاهة السفهاء، وتطاولهم بغير حق، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يفسق ولا يرفث، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم» [متفق عليه].
ومع هذا التوجيه النبوي الرشيد، فإننا نجد كثير من الناس يفقدون أعصابهم عند أتفه الأسباب، فيثورون ويسبون ويلعنون ويبطشون، فإذا ما هدأت ثورة غضب أحدهم وعوتب فيما حدث منه، احتج بالصيام !! وكأن الصيام هو الذي دعاه لهذا المنكر من القول والفعل. ولو علم هذا حقيقة الصيام وأنه شهر يدعو إلى الصبر والعفو والرحمة والسماحة لما افترى عليه هذا الافتراء، ولما رماه بهذا الزور والبهتان.
الأمانة
ومن أخلاق الصيام: الأمانة، لأن الصيام أمانة من جملة الأمانات التي تحمّلها الإنسان وعجزت عن حملها السموات والأرض، قال تعالى: {إِنَّا عَرَضنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاواتِ وَالأَرضِ وَالجِبَالِ فأَبَينَ أَن يَحمِلنَهَا وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} [الأحزاب:72]؛ ولذلك جاء الوعيد الشديد للمفرط في أمانة هذا الشهر العظيم بالفطر قبل غروب الشمس ولو بدقائق معدودة، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بينما أنا نائم أتاني رجلان، فأخذا بضبعي - عضدي - فأتيا بي جبلاً وعراً، فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه. فقالا: سنسهله لك، فصعدت، حتى إذا كنت في سواد الجبل إذا بأصوات شديدة. قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار. ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً، قلت: من هؤلاء؟ قال: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم» [صحيح الترغيب الترهيب].
فإذا كان هذا الوعيد الشديد فيمن يتهاونون في صومهم ويتساهلون بالفطر قبل غروب الشمس، فكيف بمن لا يصومون بالكلية؟ وكيف بمن يستهزؤون بأهل الصيام؟
الرحمة والمواساة وقضاء الحوائج
ومن أخلاق الصيام: الرحمة والمواساة، وقضاء الحوائج، فرمضان شهر الرحمة والمواساة، يتذكر فيه الغني أخاه الفقير، ويشفق عليه، ويواسيه بالمال والطعام والشراب، وقد رغّب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال عليه الصلاة والسلام: «من فطر صائماً كان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء» [رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني].
فيجب على الصائم أن يشعر بشعور إخوانه المسلمين، فيرحم ضعيفهم، ويواسي فقيرهم، ويغيث ملهوفهم، ويسعى في جلب المصالح لهم ودفع المضارّ عنهم، في حدود استطاعته إذ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها. قال تعالى: {وَافعَلُوا الخَيرَ لَعَلَكُم تُفلِحُونَ} [الحج: 77].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة من كُرَب الدنيا، فرّج الله عنه كربة من كُرَب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة» [متفق عليه].
الشفاعة الحسنة
ومن هذا الباب أيضاً: الشفاعة الحسنة، قال الله تعالى: {مَّن يَشفَعِ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَهُ نَصِيبٌ مّنهَا وَمَنَ يَشفَع شَفَاعَةً سَيِئَةً يَكُن لَهُ كِفلٌ مّنهَا} [النساء: 85]، وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة، أقبل على جلسائه فقال: «اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب» [متفق عليه].
النصح لكل مسلم
ومن أخلاق الصيام: النصح لكل مسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسله، ولأئمة المسلمين وعامتهم» [رواه مسلم].
وعن جرير رضي الله عنه قال: " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم " [متفق عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه» [متفق عليه]. فمن حق المسلم على أخيه المسلم أن ينصح له ويدعوه إلى ما فيه صلاحه ونجاته، ويحذره من طرق الغواية وسُبُل الضلال، وهذا من مقتضى الأخوة الإسلامية واللحمة الإيمانية التي صورها نبي الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» [متفق عليه].
وفي رمضان فرصة عظيمة للنصح والتعليم والإرشاد، إذ القلوب مقبلة على ربها، والنفوس متشوقة إلى سماع كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، والسكينة حاصلة، والشياطين مسلسلة، فعلى كل مسلم محب للخير أن يغتنم فرصة هذا الشهر في النصح والتوجيه والإرشاد، وبخاصة أئمة المساجد وطلاب العلم والدعاة إلى الله عز وجل، عليهم واجب عظيم في نصح الناس ووعظهم وتوجيههم في هذا الشهر العظيم المبارك.
التعاون على البر والتقوى
ومن أخلاق الصيام: التعاون على البر والتقوى، وقد أمر الله بذلك فقال سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِ وَالتَّقَوى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوَانِ} [المائدة: 2].
وقال سبحانه: {وَالعَصرِ (1) إنَّ الإِنسَانَ لَفي خُسرٍ (2) إِلاَّ الذَّيِنَ أمَنُوا وَعَمَلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَواصَوا بِالِحَقِ وَتَوَاصوا بَالصَّبرِ (3)} [سورة العصر]. وفي رمضان تُقام كثير من مشاريع الخير مثل:
1- مشروع إفطار الصائمين.
2- حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
3- حلقات دعوية لأبناء الجاليات الإسلامية.
4- توزيع الأشرطة والكتيبات والمطويات.
5- كفالة الأيتام والأسر الفقيرة.
6- مساعدة المجاهدين واللاجئين وأصحاب الكوارث في جميع بلاد الإسلام.
فعلى المسلم أن يشارك إخوانه في بعض هذه الأنشطة الخيرية، إما بماله، وإما بوقته وجهده، حتى لا يَحرِم نفسه من الأجر والمثوبة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جهّز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير، فقد غزا» [متفق عليه].
الإصلاح بين الناس
ومن أخلاق الصيام: الإصلاح بين الناس، وهو باب عظيم من أبواب الخير، غفل عنه كثير من الناس، قال تعالى: {لا خَيرَ في كَثِيرٍ مّن نَّجواهُم إلاَّ مَن أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أو معرُوفٍ أَو إصلاَحِ بَينَ النَّاس ِ} [النساء: 114]، وقال تعالى: {إنَمَا المُؤمِنُونَ إخوَةٌ فَأصلِحُوا بينَ أَخَوَيكُم} [الحجرات: 10]، وقال تعالى: {وَالصُلحُ خَيرٌ} [النساء: 128].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتُميط الأذى عن الطريق صدقة» [متفق عليه]، ومعنى " تعدل بينهما ": تصلح بينهما بالعدل.
فأين الذين يستغلون هذا الشهر في الصلح بين الناس والتوفيق بين المتخاصمين وسلّ سخائم النفوس، وتحبيب المسلم في أخيه المسلم.
إن أخلاق الصيام كثيرة وهي تشمل كل خلق نبيل وخصلة حميدة وعمل صالح، فالموفق من استكثر من هذه الخصال وضرب في كل باب من أبواب الخير بسهم، والمخذول من غفل عن ذلك وضيع الشهر في النوم والبطالة.
حفظ اللسان:
على المسلم أن يحفظ لسانه، أي أن لا يتكلم إلا بالخير ويبتعد عن سبّ الناس وشتمهم، أن لا يكذب ولا يتكلم فيما لا يعنيه، وأن لا ينادي اصحابه بالقأب يكرهونها قال محمد صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".
الصدق:
الصدق خلق حسن يحبه الله تعالى، وعلىالمسلم أن يتحلى الصدق في أقواله وأفعاله قال تعالى:"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع لصادقين".
الأمانة:
على المسلم أن يؤدّي عمله بإخلاص ويردّ الأمانات إلى أهلها.
الاعتراف بالخطأ والاعتذار:
إذا أخطأ المسلم في حق غيره من الناس، ندم على ما بدر منه وسارع بالاعتذار عن خطئه
التسامــح:
على المسلم أن يقبل اعتذار أخيه المسلم ويسامحه
السماحة:
على المسلم أن يلاطف الآخرين ولا يعبس في وجوههم،وعليه مساعدة إخوانه على قضاء حاجاتهم
الإحسان ومساعدة الضعفاء:
على المسلم أن يحسن إلى الضعيف ويساعد المحتاج ولا يقتصر إحسان المسلم على البشر، بل عليه أن يحسن كذلك إلى الطير والحيوان فلايؤذيهما
الصبر:
على المسلم أن لا يشكو همّه لغير الله، عليه تحمّل المصاعب في سبيلالعبادة وإرضاء الله